إن وجود فرد مُسن في البيت أو من أحد الوالدين أو الأجداد لهو أمر يتطلب الكثير من التدبير لرعايته، فإذا كنت مهتماً بمعرفة أساسيات رعاية كبار السن وأيضاً أبرز مشاكل كبار السن التي تشتهر بها مرحلة الشيخوخة وكيفية التعامل معها، تابع مقال اليوم لتتعرف على كل ما يهمك من معلومات ربما تغير حياة عزيز عليك للأفضل، وبالتالي حياتك أيضاً.
ما معنى الشيخوخة؟
مرحلة الشيخوخة أو مرحلة التقدم في السن هي المرحلة التي تبدأ عادة مع سن 65 من العمر فأكثر، وربما بدأت قبل أو بعد ذلك عند بعض الحالات، وعادة ما تكون مع مرحلة تقاعد الشخص من العمل وبدء نمط مختلف للحياة يصحبه بالطبع العديد من التغيرات، على الصعيد الآخر قد يُعرّف بعض الأطباء الشيخوخة بأنها المرحلة التي تبدأ فيها أعراض الكبر في السن بوضوح على الشخص بصرف النظر عن عمره، على سبيل المثال قد نجد شخصاً في الستين يبدو عليه الكبر والمرض والضعف بينما شخص في الثمانين يبدو بصحة جيدة وشباب يعطيه سناً أصغر من سنه وهكذا.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
مشاكل كبار السن
ليس المقصود هنا مشكلات ومتاعب يسببها كبار السن على الإطلاق، وإنما المقصود أبرز التحديات التي يواجهها كبار السن وأيضاً ذويهم والمشاكل التي ترتبط بمرحلة التقدم في السن، قد تتفرع وتنقسم أنواع هذه المشكلات وتشمل جوانب حياتية عديدة، ولكن لعل أبرزها:
- أمراض الشيخوخة سواء كانت من المشكلات الصحية العارضة أو الأمراض المزمنة.
- المشاكل النفسية وربما العقلية للمسنين.
- تغيرات نمط الحياة وانقلاب روتين الشخص.
- لا يجب أن ننسى الاحتياج إلى المساعدة والرفقة في مرحلة ما من العمر لتلبية احتياجات كبار السن اليومية والروتينية والطارئة والدورية وغيرها.
أساسيات رعاية كبار السن
يشمل مصطلح رعاية المسنين الكثير من النواحي التي تحتاج إلى الرعاية والعناية والاهتمام، وبتحقيق التوازن بينها يتم تحقيق الرعاية الكاملة التي لا شك قد تغير حياة الشخص للأفضل 180 درجة، وأهم تلك النواحي الأساسية هي:
1- الرعاية الصحية لكبار السن
بالطبع تعتبر الرعاية الصحية لكبار السن على رأس الأولويات، فالصحة والحفاظ على حياة الشخص يأتي قبل أي شئ، يشمل ذلك كل ما يحتاجه الشخص من:
- المتابعة مع متخصصين لإدارة الأمراض المزمنة أو علاج الأمراض أو الإصابات الطارئة.
- العلاج الطبيعي عند الحاجة إليه.
- الأدوية اللازمة لإدارة حالة يعاني منها بشكل مزمن أو عارض.
- أي إجراء أو فحص إضافي أو وضع تحت الملاحظة عند الحاجة.
- متابعة أي أعراض غير طبيعية وأخذ مشورة الطبيب فيها مثل نوبات الصداع النصفي المستمر واضطرابات الرؤية الشديدة والنزيف بأنواعه وغيرها من الأعراض التي قد تشكّل خطورة على المُسن.
2- الرعاية النفسية لكبار السن
لا يقتصر الأمر هنا على علاج ومتابعة أمراض الشيخوخة النفسية فقط، ولكن على كل ما يساعد على جعل الحالة النفسية للمُسن أفضل وعدم إهمالها اعتقاداً بأنها غير ذات أهمية، بما في ذلك قضاء وقت مع المسن وعدم الانقطاع عنه، والمشاركة معه في أنشطة يستمتع بها، وجمعه بأشخاص يحبهم، والسؤال عليه دوماً، وإشعاره بالألفة والأمان وغيرها من الممارسات التي ترفع حالته المعنوية وتحسن من صحته النفسية.
3- الرعاية العقلية لكبار السن
إن أمراض مثل الذهان والخرف وألزهايمر والهلاوس في الشيخوخة تعتبر من أكثر الأشباح التي تحوم حول كبار السن، وعلى الرغم من أنها قد لا يمكن منعها تماماً ولكن يمكن بشكل عام الحفاظ على الصحة العقلية للمسن من خلال توفير بيئة مريحة ورعايته صحياً ونفسياً وأيضاً يمكن الوقاية من التدهور المعرفي له عن طريق الأنشطة المختلفة والقراءة وغيرها، وأيضاً معرفة ما قد يحتاجه من عناصر غذائية لتعزيز القدرات المعرفية والذاكرة والتركيز والحفاظ على الصحة العقلية، وتضمينها في غذائه أو دوائه بنصيحة الطبيب.
4- الرعاية الاجتماعية لكبار السن
إن الشخص الذي كان معتاداً على النزول كل يوم للعمل وغيره ورؤية الكثير من الناس وكوّن العديد من العلاقات والصداقات في عمر بأكمله يكون من الصعب عليه للغاية المكوث بمفرده والانقطاع عما حوله، ومن أهم التحسينات التي تساعد على الرعاية الاجتماعية للمسنين ما يلي:
- التجمعات الأسرية والعائلية كل فترة خاصة لأبنائه وأحفاده وإخوته وأفراد أسرته المقربين.
- اصطحابه إذا كانت لديه القدرة على ذلك للمناسبات والأفراح وأعياد الميلاد وغيرها.
- من الممكن الاشتراك في نادي رياضي أو اجتماعي فتلك تكون فرصة لتكوين أصدقاء من نفس السن والاهتمامات والظروف وقضاء أوقات لطيفة خاصة عند انشغال الأبناء.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
5- الرعاية الغذائية لكبار السن
إن نصف صحة الشخص وخاصة كبير السن تكمن في طعامه وشرابه وما يدخل إلى جسمه، لذا من المهم للغاية وضع نظام غذائي مناسب لكل شخص وفقاً لحالته الصحية ومتطلباتها واتباعه قدر الإمكان بنظام واهتمام، وبالطبع يتم التنسيق مع طبيب لمعرفة ما يناسب كل حالة.
6- الرعاية الشخصية لكبار السن
تشمل أهم جوانب الرعاية الشخصية للمسنين ما يلي:
- النظافة الشخصية بكل ما تشمله.
- ترتيب الملابس والمتعلقات الشخصية للمُسن.
- مساعدته في أي وظيفة يومية شخصية لم يعد يمكنه القيام بها بمفرده، مثل ارتداء الملابس.
- أي إجراءات في نمط الحياة اليومي مثل الأنشطة الترفيهية والمشي والأدوية وغيرها.
- النظافة الخاصة بالمنزل والمكان والمحيط.
- إجراءات الأمان والصيانة للأثاث والأجهازة والأبواب والنوافذ وما إلى ذلك.
رعاية كبار السن في المنزل
بعد أن ناقشنا معاً أهم الأساسيات في رعاية كبار السن بأفضل شكل قدر الإمكان، وأيضاً لتجنب مشاكل كبار السن التي قد تواجههم، فمن المؤكد أن هناك تساؤل يدور الآن في أذهانكم، من الذي يقوم بتدابير تلك الرعاية ويلبي متطلباتها؟ وللإجابة عن هذا التساؤل أعزائنا القراء يمكن القول أن هناك عدة خيارات، أولها هو رعاية الشخص لنفسه إذا كانت لديه كل المقومات لذلك وتسمح حالته الصحية والنفسية والعقلية، الخيار الثاني أن يقوم بذلك أحد أفراد الأسرة والمقيمين معه في المنزل إذا كان متفرغاً، والخيار الثالث هو أن يقوم بالرعاية مرافق تمريض منزلي موثوق ومتخصص وعلى درجة من الكفاءة والخبرة، أما الخيار الرابع هو مراكز رعاية المسنين.
مراكز رعاية كبار السن
تعد مراكز رعاية كبار السن من أهم الخيارات إذا لم يكن هناك من يقوم برعاية المسن بشكل كافي، أو عند حاجته لرعاية خاصة لا يمكن أن تتوافر بالمنزل، قد يكون ذلك عن طريق زيارات متقطعة للمركز أو إقامة مستمرة وفقاً لرغبات الشخص واحتياجاته، ولكن يجب عزيزي القارئ أن ننوه لنقطة هامة يغفلها الكثيرون، لا تقبل إلا بـ مركز رعاية المسنين الموثوق والذي يكون هدفه الأول تحسين حياة كبار السن ورعايتهم بأفضل شكل ممكن، ولكن في نفس الوقت هذا ليس معناه أن تنقطع عن زيارة ذويك أو نسيانهم وإهمالهم، فنحن في مركز دكتور أحمد عادل نقدم أفضل الخدمات للرعاية التامة وإنما نشجعكم أيضاً على استمرار تواصل الأهل والأقارب مع المسنين المقيمين وزيارتهم والسؤال عنهم دوماً.
والآن أعزائنا القراء، بعد أن تعرفنا معاً على كل المعلومات الهامة التي تخص رعاية كبار السن وأيضاً أبرز مشاكل كبار السن والتحديات التي تواجههم، إذا كانت لديكم أي استفسارات أخرى أو تريدون حجز موعد، يمكنكم التواصل معنا بكل ترحيب.