قد يوجد دوماً تخوف يتعلق بمرض الزهايمر عند الكثير من الناس من أن ينتشر إلى الأجيال من خلال الجينات، فـ هل الزهايمر وراثي؟ وهل ينتشر إلى أفراد العائلة بسبب الجينات؟ وما هي العلاقة بين الجينات الوراثية وبين مرض الزهايمر؟ وهل توجد عوامل خطر أخرى متعلقة بالزهايمر؟ سنتعرف على إجابات كل تلك التساؤلات في هذا المقال أعزائي القراء، فتابعوا معنا.
ما هي أسباب الزهايمر؟
كما ذكرنا من قبل في مقال أسباب الزهايمر، فإن السبب الدقيق الذي يؤدي للإصابة بهذا المرض ليس واضحاً من الناحية الطبية والعلمية حتى الآن، ولكن يعزي العلماء هذا المرض إلى حدوث تغيرات معينة وترسبات في بعض أنواع بروتينات الدماغ مما يسبب سلسلة من الأحداث السامة والقاتلة لخلايا المخ، كما توجد بعض العوامل التي من الممكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالزهايمر كما سنتعرف لاحقاً.
هل الزهايمر وراثي؟
لأن الزهايمر من الأمراض التي قد تسبب انزعاجاً ومعاناة للمريض ولمن يحيطون ويعتنون به، فإننا قد نجد الكثير من الناس يتساءلون هل الزهايمر وراثي وينتقل لباقي أفراد العائلة عن طريق الجينات الوراثية، أي هل هناك احتمالية لأن تتواجد حالات أخرى مصابة بالزهايمر في الأسرة والأجيال التالية فيما بعد؟ وعليه أعزائي القراء نجيب بأن التاريخ العائلي والوراثة ليسوا ضروريين لإصابة الشخص وتطور الزهايمر لديه، على الرغم من ذلك تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم والد أو شقيق مصاب بالزهايمر هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الذين ليس لديهم قريب من الدرجة الأولى مصاب بالزهايمر.
العلاقة بين الجينات الوراثية والزهايمر
بعد أن أجبنا بشكل عام عن تساؤل هل الزهايمر وراثي، ننتقل الآن إلى نقطة أخرى وهي الجينات التي تؤثر على إصابة شخص بمرض ما، وهما فئتان رئيسيتان الجينات الخطرة والجينات الحتمية كما يلي:
1- جينات الخطر
وهي التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض ولكنها لا تضمن حدوثه، وقد وجد الباحثون العديد من الجينات التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ويعتبر جين APOE-e4 هو أول جين خطر تم تحديده ويظل هو الجين الأكثر تأثيراً على المخاطر، ويقدر الباحثون أن ما بين 40-65% من الحالات المصابة بالزهايمر لديها هذا الجين.
2- الجينات الحتمية
وهي الجينات التي تسبب المرض بشكل مباشر، مما يضمن إصابة أي شخص يرث هذا الجين باضطراب ما، وقد اكتشف العلماء جينات نادرة تسبب مرض الزهايمر في بضع مئات من العائلات الممتدة في جميع أنحاء العالم، هذه الجينات التي يُقدر أنها مسؤولة عن 1% أو أقل من حالات الزهايمر تسبب أشكالاً مبكرة تظهر فيها الأعراض عادة ما بين أوائل الأربعينيات ومنتصف الخمسينات من العمر، أما الغالبية العظمى من مصابي الزهايمر يظهر لديهم المرض بعد ذلك عادة بعد عمر 65.
الجينات المرتبطة بالزهايمر
على الرغم من ندرة الجينات الوراثية التي تسبب مرض الزهايمر العائلي أو الوراثي، إلا أن اكتشافها قد قدم أدلة مهمة تساعد في فهم الزهايمر، حيث تؤثر كل هذه الجينات على معالجة أو إنتاج بيتا أميلويد، وهو عبارة عن جزء البروتين الذي يعتبر المكون الرئيسي للويحات، ويعتبر هذا البروتين هو المشتبه به الأول والرئيسي في انخفاض وموت خلايا الدماغ.
عوامل خطر الإصابة بالزهايمر
بعد أن قدمنا أعزائي القراء الإجابة على تساؤل هل الزهايمر وراثي، فإننا نتعرف الآن على أهم عوامل الخطر العامة المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالزهايمر، وذلك كما يلي:
1- السن
يعتبر السن هو أكبر عامل خطر معروف للإصابة بمرض الزهايمر وأمراض الخرف الأخرى، ولكن ليس معنى ذلك أن تلك الأمراض تعتبر جزءاً طبيعياً ومنتظماً من الشيخوخة، فبينما يزيد السن من خطر الإصابة بالمرض ولكنه ليس سبباً مباشراً للإصابة به.
2- التاريخ العائلي
عامل الخطر القوي الآخر هو التاريخ العائلي، فكما ذكرنا أعلاه، الأشخاص الذين لديهم والد أو أخ أو أخت مصابين بالزهايمر هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وعلى الرغم من أن السن والتاريخ العائلي والجينات كلها عوامل خطر للزهايمر لا يمكن تغييرها، ولكن بدأ البحث في الكشف عن أدلة لوجود عوامل خطر أخرى قد تكون قابلة للتأثير عليها من خلال خيارات نمط الحياة والصحة العامة وإدارة الحالات الصحية الأخرى، ومن أهم تلك العوامل ما يلي:
3- إصابات الرأس
توجد صلة بين إصابات الرأس وخطر الإصابة بالخرف في المستقبل، لذا من المهم حماية الدماغ عن طريق ربط حزام الأمان وارتداء الخوذة عند قيادة الدراجات البخارية أو المشاركة في الأنشطة الرياضية.
4- صحة القلب
توجد بعض أقوى الأدلة بين صحة الدماغ وصحة القلب، وتعتبر تلك الأدلة منطقية، ذلك لأن الدماغ يتغذى من خلال واحدة من أغنى شبكات الأوعية الدموية في الجسم، والقلب مسؤول عن ضخ الدم عبر هذه الأوعية إلى الدماغ.
5- نمط الحياة
تشير العديد من الأبحاث إلى أن نمط الحياة الصحي الشامل قد يساعد في الحفاظ على صحة الدماغ مع الوقت وتقليل خطر الإصابة بالزهايمر وأنواع الخرف الأخرى، لذا من المهم اتباع نمط غذائي صحي، والابتعاد عن التدخين والكحول، وممارسة الحركة والنشاط البدني، والقيام بأنشطة ذهنية وعقلية تساعد على تنشيط خلايا الدماغ.
والآن أعزائي القراء، نتمنى أن نكون قد تعرفنا معاً على إجابة تساؤلكم هل الزهايمر وراثي أم لا، وأيضاً تعرفنا على بعض أهم عوامل زيادة خطر الإصابة بالزهايمر، وإذا كانت لا زالت لديكم استفسارات أخرى، يمكنكم التواصل معنا بكل ترحيب.