هل لديكم أحد أفراد الأسرة مصاب بالزهايمر أو يوجد اشتباه في إصابته به؟ هل تتساءلون عن تصرفات مريض الزهايمر التي قد يقوم بها ومن الممكن أن تكون إشارة على المعاناة من هذا المرض؟ إذاً تابعوا معنا أعزائي القراء هذا المقال والذي سنتعرف فيه على تصرفات مريض الزهايمر المختلفة وأيضاً كيفية التعامل معها.
هل الزهايمر يعني فقدان الذاكرة؟
إن هذا هو اعتقاد خاطئ وشائع للغاية، فقد نرى العديد من الأشخاص على سبيل الدعابة يطلقون على من ينسى شئ هام أو لا يركز بالشكل الكافي في الكلام أنه مصاب بالزهايمر، ولكن الزهايمر لا يعني فقط النسيان على الإطلاق، ولا يقتصر على فقدان الذاكرة فتلك تكون هي المرحلة الأولية فقط منه، أما المرض في حد ذاته فهو اضطراب عصبي يحدث لخلايا الدماغ بالتدريج ويعمل على قتلها، ويبدأ تأثيره في نوعه الشائع على جزء من الدماغ يُطلق عليه الحصين وهو المسئول عن الذاكرة، ثم ينتقل تدريجياً مع الوقت إلى أجزاء أخرى مسئولة عن أشياء ووظائف أخرى، وبالتالي تتغير الأعراض تبعاً لتقدم المرض.
تصرفات مريض الزهايمر في البداية
عادة ما تتمحور أول أعراض الزهايمر حول إيجاد صعوبات في التذكر والتركيز، ومن أبرز التصرفات التي قد يتم ملاحظتها على المريض ما يلي:
- تكرار نفس السؤال مرات عديدة في نفس الوقت.
- نسيان أسماء أشخاص يعرفهم جيداً.
- نسيان محتوى محادثة تمت قبل وقت قصير.
- نسيان أماكن وضع الأشياء وقد يضعهم في أماكن غير مناسبة لهم تماماً، مثل أن يضع ريموت التليفزيون في الفرن على سبيل المثال.
- أن يضل الطريق أو يتوه في الشوارع والأماكن المألوفة له سابقاً.
- لا يستطيع الحكم على المواقف بشكل صحيح.
- العصبية والانفعال والارتباك والحركة المتوترة في نفس المكان.
تصرفات مريض الزهايمر في المرحلة المتقدمة
في المرحلة الأكثر تقدماً من المرض، تزداد الصعوبات المتعلقة بالتذكر والتركيز وقد تكون أهم التصرفات الظاهرة ما يلي:
- زيادة الارتباك والشرود وعدم معرفة اليوم أو الوقت من اليوم.
- عدم التعرف على أفراد العائلة والأصدقاء.
- زيادة السلوك الوسواسي والاندفاعي المتكرر.
- وجود مشكلات في القدرة على التعبير بالكلام بشكل صحيح.
- اضطرابات النوم الواضحة.
- التقلبات المزاجية المتكررة والاكتئاب والقلق المتزايد والإحباط والميل إلى الانعزال.
- رؤية وسماع أشياء غير حقيقية (التوهّم).
تصرفات مريض الزهايمر عند تأخر الحالة
لابد من العلم والوعي بأن تصرفات مريض الزهايمر في المراحل المتأخرة من المرض تكون هي الأكثر صعوبة والأكثر إحزاناً لمن حوله، وتعتبر تحدياً خاصاً لهم على كافة المستويات، ذلك أن في هذا الوقت تكون أغلب خلايا الدماغ المسئولة عن الوظائف متأثرة بالسلب، ومن أهم مميزات تلك المرحلة:
- الخوف والشك في كل من حوله حتى أقرب المقربين إليه والإحساس الدائم بعدم الأمان.
- عدم القدرة على القيام بالوظائف اليومية مثل الاستحمام أو قضاء الحاجة أو ارتداء الملابس.
- عدم القدرة على الرؤية الصحيحة أو الحكم على المسافات، وقد يتطور الأمر إلى عدم القدرة على المشي بصورة صحيحة.
- عدم القدرة على تناول الطعام بمفرده.
- عدم القدرة على التحكم في عملية الإخراج.
- صعوبات في البلع وفي القدرة على تغيير الوضعية بدون مساعدة.
- فقدان في الوزن والذي يكون شديداً في بعض الأحيان.
كيفية التعامل مع تصرفات مريض الزهايمر
الزهايمر من الأمراض التي يقع جزء كبير من رحلة التعامل معها على أهل المريض وذويه ومن يقيم معه، ومن أهم النقاط في هذا الجانب ما يلي:
- سرعة الكشف والفحص عند ظهور الأعراض الأولى للمرض، والتنسيق مع المريض والاتفاق معه برفق حول ذلك.
- سؤال الطبيب حول كافة ما يجب فعله وما يجب تجنبه عند التعامل مع المريض.
- توفير شخص مقرب ولديه القدرة البدنية والذهنية لمتابعة مواعيد الأدوية ومراقبة المريض عن بعد لتوفير الحماية والأمان له.
- تقديم المساعدة عندما يحتاج إليها المريض مثل ارتداء الملابس أو وضع الأشياء في مكانها أو تناول الطعام وغيرها، ولكن بشكل ودود وطبيعي بعيداً عن إشعاره بالشفقة أو الضعف.
- محاولة إشراك المريض في المهارات الإنسانية والاجتماعية وإشعاره بالألفة مثل الجلوس معه لسماع حكاياته أو التحدث في موضوعات بسيطة غير مرهقة ذهنياً بالنسبة له، أو الخروج معه للمشي إذا كانت لديه القدرة عليه.
- بأي حال من الأحوال، لا يجب وسم المريض بالزهايمر بمرضه أو التنمر عليه ولو حتى على سبيل المزاح.
هل تصرفات مريض الزهايمر تحتاج إلى مراقبة ورعاية؟
بلا شك تحتاج تصرفات مريض الزهايمر إلى الملاحظة والمراقبة حتى لا يحدث ما قد يضر بالشخص مثل أن يخرج بمفرده من المنزل ويضيع وقد لا يستطيع العودة، أو أن يفقد القدرة على رد الفعل السريع عند التعرض لإصابة أو حرق وخلافه، كما يجب متابعته لتوفير القدر الأكبر من الحماية والأمان له في المرحلة الأولى والثانية، وتقديم الدعم والمساعدة عند الحاجة ولكن دون إشعاره بالنقص الشديد أو الدونية حتى لا يزداد الأمر سوءاً، أما في المرحلة المتأخرة من المرض فإنها تحتاج إلى رعاية كاملة وإقامة مع المريض.
هل أعراض الزهايمر تتشابه مع أعراض أمراض أخرى؟
بالفعل من الممكن أن تتشابه أعراض الزهايمر مع أعراض أمراض واضطرابات الخرف الأخرى، كما أنها من الممكن أن تتشابه مع أعراض الآثار الجانبية لبعض الأدوية، أو نقص فيتامينات معينة تؤثر بالسلب على الدماغ، لذلك فإن الكشف المبكر هو أفضل ما يمكن القيام به لتشخيص الحالة.
والآن أعزائي القرّاء، بعد أن تعرفنا معاً على تصرفات مريض الزهايمر في مراحل المرض المختلفة، وأيضاً دور الأسرة والمقربين في التعامل مع المريض، إذا كانت لا زالت لديكم استفسارات أخرى أو تريدون حجز موعد لدينا يمكنكم بلا تردد أن تتواصلوا معنا.
