قد لا يوجد لدى بعض الحالات من ذوي مرضى الزهايمر أو أقاربهم وأسرهم توعية كافية عنه، لذلك نحن في مقال اليوم سوف نتحدث عن الزهايمر وعلاجه في 3 مراحل وكل ما يدور حول هذا الموضوع من تساؤلات، هل يوجد علاج يعكس تأثير الزهايمر؟ كيف يُعالج الزهايمر في مراحله المختلفة؟ ما أهم الخطوات والتدابير؟ إلى ماذا يهدف العلاج؟ كل تلك الأسئلة سوف نجيب عنها أعزائنا القراء فتابعوا القراءة.
كيف يحدث مرض الزهايمر؟
ليس من المعروف تحديداً بشكل قاطع السبب الدقيق لحدوث مرض الزهايمر، ولكن يرجع العلماء ذلك إلى التغيرات التي تُحدثها بعض أنواع بروتينات الدماغ عند ترسبها وتكوين لويحات حول خلايا الدماغ والتشابكات التي تحدث، تلك اللويحات والتغيرات ارتبطت بحدوث خلل في الخلايا والناقلات العصبية مما يؤدي إلى وجود مشكلة في التواصل والاستجابة بين المخ وباقي الجسم بكل ما فيه، ولكن الزهايمر بشكل عام يعتبر مرضاً معقداً فهو أشهر أنواع الخرف والاضطرابات الدماغية الوظيفية على الإطلاق.
الأعراض الأولى للزهايمر
على الرغم من أن الكثير من الحالات قد تصاب بالزهايمر لسنوات دون ظهور أي أعراض، ولكن عادة عندما تبدأ الأعراض في الظهور فإن بدايتها تكون خاصة بالذاكرة والمهارات المعرفية وذلك لأن مراكز الذاكرة هي أول مناطق تتأثر في الدماغ في حالة الزهايمر النمطي الشائع، فقد نلاحظ أن الشخص لا يستطيع تذكر تواريخ وأحداث هامة وأسماء أشخاص يعرفهم، كما أنه قد لا يتعرف على أماكن مألوفة بالنسبة له، ويعيد تكرار نفس الأسئلة بشكل ملحوظ، وقد ينسى الشخص مكان وضع الأشياء الروتينية اليومية، كما أن التغيرات المزاجية والنفسية من أهم الأعراض التي قد تصاحب الزهايمر.
الزهايمر وعلاجه
نظراً للتعقيد الذي يصاحب مرض الزهايمر، فإنه حتى الآن لا يوجد دواء يشفي منه نهائياً ويعيد الشخص إلى حالته السابقة مثلما هو الحال في العديد من أنواع الأمراض الأخرى، فالزهايمر حالة خاصة منفردة بطبعها لا تشبه أي شئ آخر، ولكن عادة يهدف العلاج إلى:
- تحسين الأعراض المصاحبة التي يعاني منها المريض.
- تحسين المهارات والوظائف المعرفية الخاصة بالمريض.
- إبطاء تفاقم المرض وتدهور الحالة.
- تحسين جودة الحياة للمريض ومساعدته على التعايش مع المرض بدرجة أقل من المعاناة.
الزهايمر وعلاجه في المرحلة الخفيفة والمتوسطة
- من الممكن أن توفر خطة متابعة الزهايمر وعلاجه الراحة والاستقرار والاعتماد على النفس وتقليل الأعراض قدر الإمكان للمصابين بالمرض.
- عادة ما تكون أدوية مثبطات الكولينستيراز الموصوفة لأعراض الزهايمر الخفيفة والمتوسطة هي التي يتم الاعتماد عليها في السيطرة على بعض الأعراض المعرفية والسلوكية أو تقليلها.
- تشير الأبحاث إلى أن تلك الأدوية تمنع انهيار مادة كيميائية في الدماغ تسمى أستيل كولين، ويُعتقد أنها مهمة لوظائف الذاكرة والتفكير.
- مع تقدم المرض قد تفقد تلك الأدوية تأثيرها في النهاية نظراً لأن إنتاج الدماغ من الأستيل كولين يكون أقل فأقل.
الزهايمر وعلاجه في المرحلة المتوسطة إلى الشديدة
- قد يوصف دواء يٌعرف باسم ميمانتين في مراحل الزهايمر المتوسطة إلى الشديدة.
- يتمثل الأثر الرئيسي لهذا الدواء في تقليل الأعراض، مما قد يمكّن بعض المصابين من الحفاظ على القيام بوظائف يومية معينة لفترة أطول قليلاً مما لو كانوا بدون استخدام الدواء.
- على سبيل المثال، قد يساعد الدواء المريض في الحفاظ على قدرته على استخدام الحمام بشكل مستقل لبضعة أشهر.
- هناك اعتقاد بأن هذا الدواء يساعد عن طريق تنظيم مادة كيميائية مهمة في الدماغ تُسمى الغلوتامات.
- عندما يتم إنتاج تلك المادة بكميات زائدة فقد تؤدي إلى موت خلايا الدماغ لذا فإن الدواء يعمل على تنظيم إنتاجها.
- من الممكن أن يتم وصف هذا الدواء مع الدواء السابق كما يرى الطبيب المعالج، نظراً لأن كل منهما له تأثير مختلف عن الآخر ويعمل بطريقة مختلفة.
الزهايمر وعلاجه بأدوية أخرى
بالإضافة إلى ما سبق، فقد وافقت أيضاً إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الزهايمر وتخفيف أعراضه، تلك الأدوية بالطبع – مثلما هو الحال في كافة أدوية الزهايمر – لا يتم تداولها أو تناولها إلا بناء على وصفة من الطبيب المعالج بالجرعة المحددة، ومنها ما يلي:
- دونيبيزيل Donepezil
- لصقة ريفاستيجمين The rivastigmine patch
- دواء مركّب من ميمانتين ودونيبيزيل
الزهايمر وعلاجه الجديد
في السنوات الأخيرة أحرز العلماء المعنيون تقدماً هائلاً وتطوراً في الأبحاث والاختبارات التي تُجرى لتطوير علاجات جديدة للزهايمر، بما في ذلك بعض الأدوية التي تعتبر في المراحل الأخيرة لها من التجارب السريرية، وقد قامت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بالموافقة على أحدث دواء وهو Aducanumab في يونيو 2021، والذي يساعد على تقليل رواسب بروتين الأميلويد في الدماغ ومن الممكن أن يؤدي إلى إبطاء تفاقم مرض الزهايمر، ولكن لم يثبت أن الدواء يؤثر على الأعراض السريرية مثل تطور التدهور المعرفي أو حدوث الخرف.
والآن أعزائي القراء، نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم كل ما تحتاجون إلى معرفته حول الزهايمر وعلاجه وأجبنا على كافة تساؤلاتكم، وإذا كانت لا زالت لديكم استفسارات أخرى أو تفكرون في حجز موعد، يمكنكم بلا تردد أن تتواصلوا معنا.