هل تسمعون كثيراً عن حالات مصابة بالزهايمر؟ هل تريدون معرفة اسباب الزهايمر والعوامل التي قد تسبب الإصابة به؟ هل تبحثون أيضاً عن المتغيرات التي قد تزيد من نسبة الإصابة بالزهايمر؟ إذاً تابعوا معنا هذا المقال أعزائي القراء لنتعرف معاً على اسباب الزهايمر المختلفة وعوامل الخطر.
ما هو الزهايمر؟
قبل أن نتعرف على اسباب الزهايمر لابد أن نعرف أولاً ما هو هذا المرض؟ إن الزهايمر هو اضطراب عصبي دماغي يؤثر على الدماغ ويسبب تآكل أو موت خلاياه، وهو أحد أشهر الأمراض التي قد يصاب بها كبار السن بشكل خاص فوق 65 عام تقريباً، ولكن على الرغم من ذلك فمن الممكن أن يصاب الناس بالزهايمر في عمر أقل من ذلك، وحينها يُعرف بالزهايمر المبكر.
أعراض مرض الزهايمر
لا يقتصر الأمر على النسيان فقط كما يعتقد الكثير من الناس، ولكن أعراض الزهايمر كثيرة ومتعددة ومتنوعة جداً وتشمل العديد من جوانب الحياة للمريض، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
- عدم تذكر الأحداث والمحادثات القريبة.
- سهولة الضياع في الأماكن المألوفة.
- وجود تغيرات مزاجية ونفسية مثل الاكتئاب والعصبية والخوف.
- الشك في الأشخاص المحيطين وتوهم أشياء وأحداث غير حقيقية.
- تكرار تفقد المتعلقات والبحث عنها في المنزل مثل المفاتيح والنظارات والهاتف وريموت التلفاز وغيرها، وعادة ما يضعهم المريض في أماكن غير منطقية مثل الثلاجة أو أواني الطهي.
- وجود صعوبة في القيام بالمهام اليومية مثل عد النقود أو طهي الطعام أو الاستحمام وغيرها، وغالباً ما يكون ذلك من أعراض المراحل المتقدمة من المرض.
اسباب الزهايمر
إن اسباب الزهايمر الدقيقة والمحددة ليست معروفة تماماً وبالشكل الكامل، ولكن على المستوى الطبي فإن ذلك يحدث عندما تفشل بروتينات الدماغ في العمل بشكل طبيعي مما يعطل عمل الخلايا العصبية بالدماغ، ويُطلِق ذلك سلسلة من الأحداث السامة التي تُتلف الخلايا وتُفقدها روابطها مع بعضها البعض حتى تموت في النهاية.
اسباب الزهايمر الوراثية
يعتقد العلماء والأطباء أن مرض الزهايمر يكون ناتجاً عن مجموعة من العوامل الجينية والوراثية عند معظم الناس، وأيضاً نمط الحياة والعوامل البيئية التي تؤثر مع الوقت على الدماغ، ولكن في أقل من 1% من المرات يحدث الزهايمر بسبب تغيرات جينية محددة تضمن وتؤكد وتسبب فعلياً إصابة الشخص بالمرض، وعادة ما تؤدي تلك التغيرات النادرة إلى ظهور المرض في منتصف العمر تقريباً.
اسباب الزهايمر الطبية
يركز الباحثون والعلماء الذين يحاولون فهم الأسباب الدقيقة للزهايمر على نوعين محددين من البروتينات وهما:
الصفائح أو اللويحات
إن بروتين بيتا أميلويد هو جزء من بروتين أكبر، وعندما تتجمع هذه الأجزاء الخاصة به معاً يبدو أن لها تأثيراً ساماً على الخلايا العصبية وتعطل الاتصال من خلية إلى أخرى، وتشكل تلك التجمعات رواسب أكبر تسمى لويحات الأميلويد والتي تشمل حطاماً خلوياً آخر.
التشابك
بروتينات تاو تلعب دوراً في نظام الدعم والنقل الداخلي للخلايا العصبية لنقل العناصر الغذائية والمواد الأساسية الأخرى، وفي مرض الزهايمر تقوم بروتينات تاو بتغيير شكلها وتنظيم نفسها في هياكل تُسمى التشابك الليفي العصبي، وهي تشابكات سامة للخلايا وتعطل نظام النقل.
اسباب الزهايمر الخاصة بعوامل الخطر
المقصود بعوامل الخطر هي العوامل المرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بالمرض عند تحقق ظروف وعوامل معينة ومن أهمها بالنسبة للزهايمر ما يلي:
1- السن
التقدم في السن هو عامل الخطر الأشهر للإصابة بالزهايمر والذي تزيد معه احتمالية الإصابة، حيث أنه وفقاً للإحصائيات فإن أغلب مرضى الزهايمر هم من المتجاوزين لسن 65 عام.
2- التاريخ العائلي والوراثة
من الممكن أن يكون خطر الإصابة بالزهايمر أعلى عند وجود أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى مثل أحد الوالدين أو الإخوة مصاباً به، على الرغم من أن الآلية الجينية الدقيقة المسببة للإصابة لا زالت معقدة وغير مفسرة إلى حد كبير.
3- النوع
في الغالب يوجد اختلاف طفيف جداً في زيادة خطر الزهايمر وفقاً للنوع بين الرجال والنساء، ولكن بشكل عام هناك عدد أكبر من النساء المصابات بالزهايمر نظراً لأن متوسط أعمارهم إحصائياً أطول من الرجال.
4- متلازمة داون
قد يصاب الكثير من مصابي متلازمة داون بالزهايمر، ومن المحتمل أن يكون ذلك مرتبطاً بامتلاك ثلاث نسخ من الكروموسوم -21 وبعد ذلك ثلاث نسخ من جين البروتين الذي يؤدي إلى تكوين بيتا أميلويد، وتميل علامات وأعراض الزهايمر إلى الظهور قبل 10 إلى 20 عاماً تقريباً لدى مصابي داون مقارنة بموعد ظهورها عند باقي الناس.
5- الضعف الإدراكي الخفيف
الضعف الإدراكي أو الاختلال المعرفي الخفيف أو المعتدل MCI هو عبارة عن انخفاض في الذاكرة والمهارات التفكيرية الأخرى يكون أكبر من الطبيعي بالنسبة لعمر الشخص، وقد يكون هؤلاء الأشخاص لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالخرف، وعندما تكون نقطة العجز الأساسي هي الذاكرة فقد تتطور الحالة إلى الخرف بسبب الزهايمر.
6- صدمات الرأس
قد يكون لدى الأشخاص الذين تعرضوا إلى صدمات حادة في الرأس خطر للإصابة بالزهايمر، وقد يكون هذا الخطر أكبر خلال أول ستة أشهر إلى عامين بعد الإصابة، حيث وجدت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يبلغون من العمر 50 عاماً أو أكثر وتعرضوا لإصابات دماغية رضحية TBI يزداد لديهم خطر الإصابة بالخرف والزهايمر.
7- تلوث الهواء
أشارت الدراسات التي تم إجراؤها على الحيوانات إلى أن جزيئات تلوث الهواء يمكن أن تسرع من تدهور الجهاز العصبي وخلايا الدماغ، خاصة التلوث المتعلق بحرق الأخشاب وعوادم السيارات والمركبات، والذي وجدت الدراسات أنه يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالخرف.
8- إدمان الكحول
من المعروف أن شرب الكحول خاصة بكميات كبيرة هو واحد من أهم أعداء ومدمرات الدماغ، ووجدت العديد من الدراسات الكبيرة أن تعاطي الكحول واضطراباته يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف وخاصة الخرف المبكر.
9- نمط النوم السئ
قد يكون الأمر مفاجئاً ومزعجاً بعض الشئ، ولكن أظهرت الأبحاث أن أنماط النوم السيئة مثل صعوبات النوم المستمرة أو العكس أي البقاء نائماً لفترات طويلة يرتبط بخطر زيادة الإصابة بالزهايمر.
10- نمط الحياة السئ
أظهرت الأبحاث أن نفس عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب من الممكن أيضاً أن تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر، ومن أهمها ما يلي:
- السمنة والبدانة.
- التدخين، والتدخين السلبي.
- ضغط الدم المرتفع.
- داء السكري من النوع الثاني الذي لا يتم التحكم به.
- عدم ممارسة الرياضة والخمول الدائم.
والآن أعزائي القراء، بعد أن تعرفنا معاً على اسباب الزهايمر المختلفة والمتنوعة، وأيضاً اسباب الزهايمر المتعلقة بعوامل خطر الإصابة به، إذا كانت لا زالت لديكم أي استفسارات أو تريدون حجز موعد يمكنكم التواصل معنا بلا تردد.